EgypToz: احداث الدكتور الصغير

Sunday, April 06, 2008

احداث الدكتور الصغير

اول ما الدكتور الصغير ما مضى فى دفتر الحضور الساعه تلاته لقى دكتوره صغيره واقفه مستنياه و هى بتبتسم و بتديله فايل سعاد و بتقول له إن الدكتوره اللى اكبر بتقول له يلف على كل مراكز الرعايات الحرجه علشان سعاد حالتها خطيره و محتاجه تتنقل حالا من المستشفى دى


الدكتور الصغير بصلها باهتمام و قالها :هممم... عالطول كده اول ما الواحد ما استلم ورديته؟...راحت الدكتوره الصغيره قافله عينيها و قايله له : أنا ما عنديش اى مانع الف معاك مع إن نوبتشيتى خلصت

الدكتور الصغير قال لها :لأ روحى انتى علشان تنامى و تستعدى لبكره و تكونى نشيطه فى يوم الإضراب...ضحكت الدكتوره الصغيره و قالت له: أنا مش مصريه...أنا سعوديه...أنا مامتى بس اللى مصريه...و بدأت الدكتوره الصغيره تشرح للدكتور الصغير تفاصيل حاله سعاد و هى عماله تقلب فى ورق فايلها و الدكتور الصغير مشغول البال فى التفكير عن معنى للجمله الاخيره التى قالتها

بدأ الدكتور الصغير رحله البحث عن سرير فاضى فى أى رعايه من رعايات المستشفيات اللى فى المنطقه كلها...كل ما يروح رعايه و يقابل الدكتور اللى اكبر و يقعد ساعه يشرح له عن حاله سعاد الحرجه يقوم يديله الدكتور اللى اكبر ظهره للترعه و يقول له: سورى...نو بيدز افيلا بول

بعد زياره خمس رعايات مختلفه...و قطع اكثر من عشره كيلومترات مهرولا على الطرقات...الدكتور الصغير زهق من تكرار نفس سيناريو الحوار الممل بينه و بين اى دكتور اللى اكبر بيقابله...فقرر ان يبدأ بالسؤال عن وجود سرير فاضى فى الرعايه قبل ان يذكر اى شىء عن سعاد...و كما كان يتوقع الدكتور الصغير...دائما تأتيه الاجابه الشهيره:سورى...نو بيدز افيلا بول...مع اختفاء كلمه سورى فى اول مقطع الجمله بين رعايه و اخرى...و معايشه الدكتور الصغير لاحداث مثيره فى كل قسم رعايه يزوره يتطلب طبع موسوعه كتب لشرحها

فى اخر قسم رعايه قال له الدكتور اللى اكبر: انت صعبان عليه يابنى...حاتلى نمره الدكتوره اللى اكبر بتاعتك و انا اكلمها...الحاله محتاج يتعمل لها سى فى بى و بوم تاخ شاك روث الخ الخ الخ... كلام لم و لن يفهمه الدكتور الصغير...و فعلا كلمها الدكتور اللى اكبر فى التليفون و بعد ان انتهت المشاورات قال للدكتور الصغير : شكل الدكتوره اللى اكبر بتاعتك دى جديده و مش فاهمه حاجه...و أنا ما حبتش اهزئها...روح أنا خلاص علمتها تعمل ايه لسعاد

خرج الدكتور الصغير من اخر قسم رعايه حرجه و نظر إلى السما و هو يشعر بنقطه عرق تحت طابقى التى شيرت و البالطو الابيض...تجرى من بطاطه فى طريقها إلى حافه بوكسره...و عرف ان عليه ان يصلى العصر قبل ما الراجل ما يدن...طب و سعاد؟

بعد ان صلى خرج الدكتور الصغير من المسجد يجرى إلى المستشفى التى ترقد فيها سعاد و قابل الدكتوره اللى اكبر و شرح لها الوضع فقالت له ان يذهب إلى مكان يبعد خمسه كيلومترات ليحضر قسطره لعمل سى فى بى الخ الخ الخ لسعاد...كما شرح لها الدكتور اللى اكبر زيها فى التليفون...فطلب منها الدكتور الصغير بأدب ان يذهب الدكتور الصغير الاخر اللى معاه فى النوبتشيه لعمل المشوار ده بدلا منه...فقالت له انها لمحت هذا الدكتور الصغير مره أو مرتين ثم اختفى فى ظروف غامضه

القى الدكتور الصغير نظره على سعاد التى كانت تهمهم بكلمات غير مفهومه و حولها اكثر من عشره سيدات و تلات رجاله...و اقتربت سيده منهم منتشر فى وشها الحزن و سألته: ها...لقيتوا سرير لوالدتى...انا بشتغل ممرضه

نظر الدكتور الصغير فى الارض ثم انطلق مسرعا لاحضار القسطره و عندما رجع و اعطاها للدكتوره اللى اكبر بتاعته قالت له : عاوزين نشوف بقى دكتور بيعرف يركب قسطره

ذهب الدكتور الصغير مع الدكتوره اللى اكبر بتاعته للقسم اللى جنب القسم بتاعهم علشان يستلفوا دكتور اللى اكبر اللى قالهم انه بيعرف يركب قسطره و عاوز يتطوع

اخذوا سعاد بسريرها اللى كان لازق فيه طابور مكون من اهلها إلى غرفه فاضيه...زعق الدكتور الصغير فى اهلها و طردهم بفخر بره الاوضه...وقفت بنت سعاد المشتبه فى انها ممرضه بجوار السرير و هى تقبض بيدها على دراع والدتها و باليد الاخرى تمسك برأس امها لتثبته على الوساده...و وقف الدكتور اللى اكبر المتطوع ينظر إلى شكل القسطره الغريب عليه...و وقفت الدكتوره اللى اكبر و هى حاطه ايديها فى جيوب البالطو...و وقف الدكتور الصغير يجهز ادوات التعقيم و يلبس الجلافز لا يدرى ما سيحدث بعد اربعه و عشرين ثانيه

بعد اربعه و عشرين ثانيه راح الدكتور اللى اكبر المتطوع مطلع شكل اشبه بالسيخ عن الخازوق من الكيس المعقم و دبه زى السكينه فى رقبه سعاد التى صرخت صرخه مدويه و بنتها تنظر الى الناحيه الاخرى حتى لا ترى هذا المشهد البديع...وسعت عدسه عينى الدكتوره اللى اكبر و هى مزهوله من نافوره الدماء التى انفجرت من رقبه الضحيه...و اختار الدكتور الصغير ان يمسك بقطنه كبيره و يضغط على الكسر اللى حصل فى ماسوره دم سعاد على ان يجرى ليستفرغ فى حمام حيوانات المستشفى

فضل الدكتور اللى اكبر المتطوع يدب بالسيخ فى رقبه الست ثم يطلعه ثم يدبه مره اخرى ثم يطلعه و هى عماله تصوت : رقبتى رقبتى...حتقتلونى...حتموتونى...و فضل الصوريصار الصغنون ماشى على سور السرير العظيم...و فضلت الدكتوره اللى اكبر حاطه ايديها فى جيوبها علشان تدفيهم كويس من الحر و اوعى تغمض عينيك...و فضل الدكتور الصغير يشر عرق من تحت بطاطه و هو يفكر جديا فى الرحيل اسوا بالدكتور الصغير الاخر المفقود حتى لا يرى السلك بتاع القسطره و هوه بيمر من فتحه فى رقبه سعاد علشان يوصل قلبها

اقنع الدكتور اللى اكبر المتطوع الحاضرين بنجاح عمل القسطره بعد عده محاولات فاشله اسفرت عن تهتك رقبه سعاد سابقا...و وضع الدكتور الصغير بلاستر على الجرح وهو لا يزال بعيد كل البعد عن فهم مخذى ما عمله...و اخذت الحاشيه سعاد إلى غرفه المرضى مره اخرى تمشى ورائهم الدكتوره اللى اكبر بتاعت القسم و هى تضع يد واحده فقط فى جيب البالطو لانها كانت تحمل فايل سعاد فى يدها الاخرى

ذهب الدكتور الصغير ليصلى المغرب...ثم انطلق الى الجوله الثانيه من ماراثون البحث عن مكان فى اقسام رعايه البلد و بعد ساعات وجد مكان و لكن بأجر...دخول سعاد بألف جنيه بس...و كل يوم بقه حسب التكاليف...و اهل سعاد غلابه

تكلم الدكتور الصغير مع كل المسئولين اللى مش مسئولين عن ايجاد حل لهذه المشكله أو ايجاد طريقه لدخول سعاد اى رعايه من اللى بأجر... بس على نفقه المستشفى الحكومى

الدكتور الصغير جاله احباط و رجع القسم بعد فشل كل المحاولات ليبث البشرى الساره للدكتوره اللى اكبر و لأهل سعاد...و طول ما هو ماشى فى الطرقه عمال ينادى على زميله الدكتور الصغير المختفى...و بعد ما تعب دخل عنبر الرجال المرضى علشان يقيسلهم روتينيا الضغط بجهاز الضغط اللى بقاله تلات سنين مش بيشتغل و لسه المستشفى ما عملتش الجمعيه علشان يشتروا واحد بيشتغل

فجأه سمع الدكتور الصغير صويت و صريخ و عويل و يالاهويتى و يا خراب بيتك الخ الخ الخ...و جرى لمصدر الصوت اللى كان عنبر الستات و اللى كانت راقده فيه سعاد و من حولها اهلها بيلطموا و بيشقوا الجلاليب السوده

الدكتوره اللى اكبر كانت حاطه صوابع ايديها على رقبه سعاد بتتحقق إن كانت سعاد ماتت و الا لسه...و اتنين ستات منقبات راكبين على السرير ممسكين بمصاحف مصرين إن والدتهم تقول الشهاده: اتشهدى يامه...اتشهدى يامه...و الدكتور الصغير ينظر إلى سعاد التى كانت فاتحه عينيها للآخر و تحرك رأسها
إلى اليمين ثم إلى الشمال فى حركات منتظمه و تصدر صوت اكن واحد بيشرأ او بيغرق و لسانها متدلدل على كورنر بقها اليمين...الدكتوره اللى اكبر اديتلها مساج استرخائى خفيف على صدرها و دلكت منطقه قلبها اللى كان مات و طلبت من الدكتور الصغير انه يروح يجيب امبوله مش عارف ايه

جرى الدكتور الصغير بأمبوله مش عارف ايه و رجع لقى اهل سعاد بيجروا بسعاد و هى مقتوله على السرير خارج المستشفى و الدكتوره اللى اكبر جايبه واحد بتاع قانون كتب جمله و خلى بنت سعاد الباكيه تمضى عليها...و بنت سعاد بتسأل الدكتوره اللى اكبر : يعنى هى ماتت ؟

و الدكتوره اللى اكبر بترتعش قالت لها بعد فتره صمت رهيب: لأ...على فكره هى لسه عايشه

و بعدين بتاع القانون زود جملتين بعد ما بنت سعاد ما مشيت و وراها التلات رجاله و الستات بيكسروا فى ممتلكات المستشفى و بيسبوا الكل و بيقولوا : الله يخرب بيوتكوووووووووو...قتلتوها يا ولاد الكلب

بعد ما مشيوا...و العيانين التانيين ما خافوا و استخبوا تحت بطاطينهم من ملك الموت اللى كان من شويه فى اوضتهم...الدكتور الصغير وقف بجانب الدكتوره اللى اكبر فى غرفه الدكاتره و هى بتقهقه مع زميلتها و بتقولها فى قاعده سمر: كل ليله جوزى يقول لى ما تشربيش قهوه بالليل علشان نعرف ننام

الساعه العاشره مساء...نوبتشيه الدكتور الصغير خلصت...ذهب مهموما ليمضى انصراف... فوجد الدكتور الصغير زميله...فسأله اين ذهب...فقال له انه كان بياكل و بعدين صلى العصر و بعدين صلى المغرب و بعدين راح صلى العشا... و وهوه طالع سمع صويت خاف لاحسن يكون حد من العيانين مات فراح يستخبى علشان هوه ما بيحبش يشوف المناظر دى علشان ما يتعقدش و هوه لسه دكتور صغير

ركب الدكتور الصغير المنهك الميكروباص المزدحم و هو كان يتمنى ان يركب فى هذه اللحظه من التعب تاكسى أو عربيته الخاصه بس للأسف مش حايعرف غير بعد ما يكون قطع الخلف خالص علشان بياخد دالوقتى فى الشهر متين جنيه مره واحده...و نظر من شباك الميكروباص ليشاهد عساكر الشرطه و همه واقفين مترصصين على جانبى الشارع...يفصل بين عسكرى و عسكرى متر...زى قطع الدومينو... مستعدين ليوم الاضراب...و افتكر وقتها انه نسى يسأل الدكتوره اللى اكبر بتاعته ليه ما كلمتش الدكتور الكبير اللى اكبر منها...و ليه كذا و ليه كذا كذا و ليه كذا كذا كذا...و افتكركمان وقتها فيلم الرعب فاينل داستينيشان...و إن كل حاجه مترتبه من الأول انها تمشى بطريقه مخططه و بتسلسل معين...و انه كان بس ترس من تروس احداث هذا اليوم

3 comments:

tona said...

واااااااو

Anonymous said...

طبعا ده كله لأننا في بلد بنت وسخة, والأطباء الكبار ولاد وسخة. والريس نفسه ابن 60 وسخة (ريس المستشفى طبعا) وانت ولامؤاخذه دكتور حمار لأنك لو بتفهم ماكنتش اشتغلت في مستشفى حكومي. حاتفضل تركب اتوبيسات وميكروباصات طول عمرك ياحمار. شوف لك عقد في اليمن أو حتى بوركينافاسو واخلع بأسرع مايمكن.

Anonymous said...

عزيزي الطبيب الشاب
زميل مهنة الشقاء
أعجبت بالتدوينه التي تظهر إنسانيتك و رغبتك أن في ظروف إنسانية لنا و للمرضى .. مش أنا و من بعدي الطوفان و دي وجهة نظرنا في أطباء بلا حقوق .. هل فعلا سبت الطب أو سبت مصر ولا لسه عندك أمل نحاول سوا نصلح الأوضاع ؟؟ عموما أتمنى التعرف عليك لأننا نحاول دايما التعرق على زملائنا المخلصين و شايفين إن في أمل بس نشد حيلنا و نساعد بعض
د. منى مينا
ت0101643826
atebaa_bela_hokook@yahoo.com