المؤامرة الكورونية
و فعلا اخدت شنطه الباك باك على ضهرى و انطلقت مع اصحابى فى سعاده و شوق الى ادغال اسيا...
و هناك عشت شهر كامل اتنقل من مكان لمكان ..و من جزيره لاخرى...و عاشرت شعوب مختلفه.. بتقاليد و عادات مختلفه... و تعرفت على اغرب الحيوانات و النباتات و تسلقت جبال و سبحت فى اعماق البحار
و قابلت فى رحلتى راهب من الرهبان...اللى كان عايش فى معبد لوحده مع كلبه على جبل من الجبال الشاهقه...
و سألته عن سر ان معظم الناس فى المنطقه دى مسالمين ..قال لى لانهم متمسكين بتعاليم بوذا الخمس... فقررنا البقاء مع هذا الراهب لنتأمل فى سلام جمال الحياة...
و انفصلنا نفسيا عن العالم الخارجى...عالم التكنولوجيا و التمدين
و فجأه جالى هاتف من ماما تسألنى لو انا على جدول الراجعين الى فرنسا...قولتلها جدول ايه يا ماما...انا بافكر اطول الرحله شهر كمان...قالتلى انت ما سمعتش عن انتشار فيروس كورونا فى العالم...فجالى صدمه...و دخلت النت بعد اسابيع من الصيام التكنولوجى...و لقيت كل الصحف و المواقع مليانه مواضيع كورونا...و لقيت ايميل من السفاره تعلن فيها عن اجلاء مواطنيها من كل دول العالم...كارثه...مصيبه...انهيار...كنت حزين بالرغم من انى كنت فى الاسبوع الاخير من الرحله
و لما رجعت فرنسا لقيت نفسى فى فيلم رعب كوارث...كل الشوارع فاضيه...كل المحلات قافله...و البوليس لابس كمامات... و الناس كلها لابسه جوانتيات...و ورق التواليت خلصان من السوق...تمنيت يكون كابوس يومين و اصحى منه...عمرى ما كنت اتخيل ان يجى اليوم و الاقى ورق التواليت عملة نادرة بيتاجر به زى البانجو و اغلى من الدهب...الحمد لله انى متربى على الشطاف
و بعد ما عرفت خطوره الفيروس و ان كل يوم الالاف من الناس بيموتوا منه...جالى هستيريه خوف على ماما و بابا
ما خوفتش على اختى لانها شابه ...بس بابا فوق السبعين...و ماما فوق الستين...و عندها السكر و ضغط الدم المرتفع و صعوبه فى التنفس...عيله مشرده...بابا لوحده فى السعوديه...ماما لوحدها فى مصر...اختى مع جوزها لوحدهم فى دبى و انا لوحدى فى فرنسا...ايه التوقيت المهبب ده...ده احنا كنا ناويين نجتمع فى السعوديه عند بابا فى العشره الاواخر من رمضان...
طبعا خليت بابا و ماما يحلفوا انهم ما يخرجوا من البيت...و انهم يجيبوا حد يشتريلهم طلبات المنزل...و بقيت بكلمهم يوميا فى التليفون...و علشان اتأكد انهم لسه على قيد الحياه
و طبعا حظى المخلل ان الحكومه الفرنسيه قالت لكل الناس تقعد فى بيوتها فى الكارانتينا...الا المحظوظ ولد شاب
طول عمرى كان نفسى ابقى فنان...ادى نتيجه ضغط بابا انى اطلع دكتور... و مش دكتور بواسير… لأ...دكتور طوارىء
كل الناس قعده متهنيه فى بيوتها و بتتفرج كل يوم على نتفليكس...و انا لازم اشتغل طوارئ...كل الناس عماله تعمل تمارين بطن فى بيوتها...و انا بقيت حامل بتوائم… كل الناس بعيده عن خطر العدوى...و انا باشحت يوميا من العيانين يدولى شويه جرعات فيروس كورونا...و العالم بيسقف فى الاخر للممرضات...احه
و فى يوم من الايام جالى الام شديده فى العضلات و المفاصل...بس ما كانش عندى اعراض الكورونا...و حللت و مكانش للاسف كورونا...بس كل يوم الالام كانت بتزيد... و اطراف ايديه و رجليه بقوا بينملوا...و بدأت ابحث فى النت و عرفت ان ممكن يكون عندى مرض التصلب المتعدد او مرض التصلب الجانبى الضمورى...و هو مرض مميت...فرحت على الدكتوره المتخصصه...و فحصتنى و عملت كل التحاليل الممكنه...و لكن ما لقوش حاجه...و قالتى فى الاخر ان الاعراض دى نفسيه بسبب الضغط الكورونى... فعرفت وقتها اد ايه انا بموت خوفا على بابا و ماما انهم يموتوا بالكورونا...
طبعا السلطات السعوديه مانعه اى حد يطلع او يدخل السعوديه...و متخيل الموقف الصعب ان ماما قاعده لوحدها فى وسط زحمه بولاق الدكرور...و المصريين قدوة طبعا ملتزمين بالكمامات و التباعد الاجتماعى...و اختى و جوزها مش عارفين برضو يرجعوا مصر
و بدأ شهر رمضان الكريم...من غير صلاه جمعه فى المساجد...من غير صلاه تراويح...باشتغل و انا لابس لبس رائد الفضاء و انا حاموت من الجوع و العطش...كابوس لا يمكن وصفه...بيفكرنى بايام لما كنت انا و بابا و اختى قاعدين فى يوم حداشر سبتمبر ٢٠٠١ قدام التلفزيون الساعه اربعه الضهر...و ماما رجعه من الشغل و بتبص على شاشه التلفزيون و بتسألنا هوه ده فيلم ايه...راحت اختى قايله ده مش فيلم يا ماما ...ده حقيقه
من اسبوع اختى كلمتنى و قالتلى ان اللى احنا عايشينه ده مش حقيقه...قولتلها ازاى يعنى...قالتلى ان دى مؤامره من منظمه سريه للتحكم على العالم...قولتلها يا اختى مش شايفه ان الناس بتموت فى كل انحاء العالم من الفيروس...فى الصين و ايطاليا و عندى فى فرنسا و اسبانيا و نيويورك ...قالتلى دى تمثيليه علشان الناس تصدق ان ده حقيقه... قولتلها معقول كل الناس فى كل بلدان العالم اتفقت فى نفس الوقت يمثلوا التمثيليه دي...سيبت اختى تهيس و خدتها على قد عقلها
امبارح سمعت عن مظاهرات فى المانيا بسبب الحظر المفروض هناك... و انهم مقتنعين ان ما فيش فيروس من اساسه....و مقتنعين ان الحكومه عاوزه تعمل اب فى الموبايل علشان يتحكموا فى البنى ادمين....و سمعت ان الاف الناس فى امريكا بيؤمنوا ان الفيروس ده معمول فى معمل سري تحت الارض فى الصين...و ان بيل جيتس بتاع مايكروسوفت عاوز يستفيد من الوباء العالمى ده و يجبر العالم على اخذ المصل القاتل... و بالطريقه دى يقضى على نص البشرية و النص التاني يقدر يتحكم فيه لما المصل يدخل في الدي ان ايه بتاعهم... و ان بيسو بتاع الكشرى اللى على ناصيه ترعه الزيتون كان نفسه من زمان يقلب ديليفرى و يوصل الاكل للمنازل....و ان ام دلال كان نفسها من زمان تخيط ماسكات لاهل الحاره...و ان اليهود كان نفسهم يشوفوا الحرم المكى فى يوم من الايام خالى من البشر...
ابتديت افكر… هل ممكن ابقى بجد اهبل فى الزفه...هل ممكن فعلا اكون فى فيلم عالمى خيال علمى...هل ممكن تكون اكياس الجثث اللى فى التلفزيون مليانه زلط...و الا الناس بتوع نظريه المؤامره عاوزين بس يقولوا احنا ناصحين و اذكياء… مش متخلفين زينا و عبيد للمنظمه الكورونيه السريه…
و الا يمكن ده محاوله للتغلب على الضغط العصبى النفساوى و الخوف اللى احنا فيه ده… يعنى لما اكون خايف من الموت اقوم اقول ما فيش حاجه اسمها موت فاقدر اعيش و انا مطمن...و نعطي للكورونا العدو وجه...اهو ما فيش كورونا يا جماعه و كله يروح لشغله يا مدام...
وقتها بس تذكرت الراهب اللى كنت عايش معاه فى المعبد...و كنت باتفرج عليه و هوه بيسجد للاصنام… كنت باقول هل هوه متأكد ان الاصنام دى حتتقبل دعائه...اكيد...و مؤمن كمان ان الاصنام فى تواصل معاه...اكيد
طب ليه زوجتى المستقبليه انيتا مش عاوزه تسلم بعد كل سنين الحب دى...بالرغم من انى قولتلها ان كروموزومات النحله عددها ستاشر...و ان سوره النحل ترتيبها الستاشر فى القرآن… و ان كلمه النحل ذكرت مره واحده فى القرآن و عدد كلمات الآيه اللى ذكرت فيها ستاشر كلمه… وعدد الحروف من الابجديه المستخده فى هذه الآيه ستاشر حرف
الشيخ حايقول ان الكورونا جاءت من عند الله لتذكر البشريه ان اليوم الملك لله و ان ربنا قادر على ان يقضى على البشريه كلها بفيروس لا يرى بالعين… و خاصه بعد تفشى العرى و الفجور و البعد عن الله
و العالم الدكتور حايقول ان الكورونا ده فيروس نتج بسبب اختلاط الانسان بالحيوان زى فيروس الايدز...و احتمال عمرنا ما نلاقي مصل زي الايدز
و محبى الطبيعه حايقول ان الكورونا جه من الطبيعه علشان الاشجار و الحيوانات و البحار و الانهار و الكوكب كله ياخد نفس بعد سنين من التلوث المناخى
و السياسى حايقول ان الكورونا تم صنعه فى المعمل لاستخدامه فى حرب كيميائى
و الملحد حايقول ان الكورونا صدفه و لازم نتعايش معاه
و الثورجي حايقول ان الكورونا وسيله لتمكين الديكتاتوريه علي وجه الارض
و الثورجي حايقول ان الكورونا وسيله لتمكين الديكتاتوريه علي وجه الارض
و المؤمن بنظريه المؤامره حايقول ان الكورونا مخطط سرى لاغراض لا نعرفها حتى الأن...و لما مواقع التواصل الاجتماعى تشيل الفيديوهات و المقالات اللى بتتكلم على المؤامره دى...يقولوا ان ده ضد حقوق الرأى و دليل على انه كله جزء من المؤامره...
احتمال تبقي الحياة بعد الكورونا مش زي الحياة قبل الكورونا
احتمال تبقي الحياة بعد الكورونا مش زي الحياة قبل الكورونا
قبل الكورونا كنت ناوى اتجوز انيتا البولنديه عرفى… و اعيش حياتى كلها فى فرنسا بعيدا عن الهم و البهدله اللى كنت عايشها فى مصر… و اموت نفسى فى الدكتره لغايه ما يجيلى القلب....بعد الكورونا ان شاء الله ناوى انزل مصر مع انيتا و اقول لماما و بابا و المجتمع كله انها مراتى… و اتعلم بولندى... و اجيب عيال كتير...و اسيب المهنه اللى كنت مجبر اشتغلها علشان مازعلش بابا...و ابقى اخيرا فنان
مش لازم اؤمن ان الكورونا حقيقة...بس الحقيقة ان الكورونا غيرت نظرتى للحياة