حاول الصبى أن يدخل عضوه الذكرى فى داخلى و لكنه لم يستطع..كان ملمس عضوه على جسدى كفأر قذر خرج لتوه من أنبوب المجارى و كانت رائحته التى تمزج العرق و الشحم تثير اشمئزازى
ظننت أولا أن فارق الأحجام بينى و بينه قد أنقذنى ، و لكن شكمان كان مصمما على إنهاء المهمه بأية طريقة..راح يبصق على مؤخرتى ثم أدخل أحد أصابعه بعنف فى أحشائى ..ظننت أن ذلك هو أقصى ألم يمكن أن يتحمله جسدى حتى أدخل إصبعا آخر و راح يعبث بداخلى..ثم أخرج إصبعيه و بصق مرتين قبل أن يدخل بعضوه فى جوفى..لم تكن "شكة دبوس" و إنما سكين بارد يمزق أغشيتى فى كل رجة جسد..و بعد رجات مؤلمات خرج منى و ترك سائله اللزج الذى لم أكن أعرف اسمه حتى ذلك اليوم ينسال على مؤخرتى
وحياة أمك لو حكيت لحد اللى حصل دا لأقطم رقبتك.فاهم يابن الشرموطة ؟قال "شكمان" مهددا
انتهيت مؤخرا من قراءه روايه "وداعا أيتها السماء" ، و بعد قرائتى لكثير من الروايات المصريه المشهوره منها و غير المشهور، وجدت ان هذه الروايه تلخص الحاله التى اصبحت عليها الحركه الادبيه فى مصر فى السنوات الاخيره ، و خاصه فى مجال كتابه الروايه
و أنا اقرأ اخر جمل الروايه تذكرت نفسى و أنا فى قاعه سينما صغيره اشاهد افلام التخرج لطلبه معهد السينما منذ ثلاثه اعوام...و كان ما يميز كل مشاريع التخرج ان كلها تتكلم عن كل شىء...كأن الطالب يشعر بداخله أن لن تأتى له فرصه اخرى بعد اليوم لطرح أى من افكاره المبهره...فكأنه يقول لابد و أن اوضح كل وجهات نظرى فى كل جوانب الحياه فى فيلمى...لإنه فيلمى الأول
و هذا كان واضحا فى " وداعا أيتها السماء "...فالكاتب يريد أن يتكلم عن الهروب من مصر و صعوبه الحياه فى مصر و العولمه و انتهاك الطفوله و الغربه و الجنس و الرأسماليه و حال العائله المصريه و البحث عن الله و الحقيقه و الدين و الاخوان المسلمين و الاشتراكيه و الماركسيه و العنف و الاصدقاء و العاشقات و الازدواجيه الاخلاقيه و الختان و الشرق و الغرب و كل شىء... فشعرت بأن هذه الروايه هى العمل الأول لهذا الكاتب
فلم تصل معظم افكاره إلى المتلقى ، لأن التشتيت بين الافكار و الاماكن و الازمان بدون وجود رابط منطقى يجعل الفكره سطحيه حتى و لو كان يقصد التعمق و التفلسف فيها ، و إذا اراد غصبا أن يخلق عمودا فقريا للروايه ، و أن يربط الاحداث بعضها ببعض ، فلن تصبح الروايه صادقه و عفويه ، و إنما عمل تشكيلى بلاستيكى مصتنع لتحقيق اهداف معينه
نجح الكاتب نجاح منقطع النظير فى شد انتباه القارىء من أول صفحات الكتاب ، و جعلنى انتهى من قرائتها فى يومين ، وهذا سبب كافى لنقول بأن هذه الروايه روايه جيده جدا ، فاسلوب الحكى معروف عنه انه يتيح للقارىء الاستمتاع فى القراءه ، و لكن اصبحت الروايه ايضا و كأنها كلمه واحده ، كلمه "كان" ، كنت اذهب ، كان البيت ، كنت معها ، كانت المدينه ، كان كان كان
من اسوأ الاشياء أن يظن الكاتب بأن القارىء غبى ، فمن الافضل ألا يقول بأن هذا المشهد يذكره بمشهد فى الفصل الأول ، أو أن والده اصبح كرمز لكذا ، و أنه تصرف هكذا بسبب كذا ، أو أن هذا حدث لأن هذا حدث قبلها ، فكأن الكاتب يكتب روايه و يشرحها فى آن واحد
رسم الشخصيات من اهم جوانب كتابه الروايه ، فإذا لم تكن هناك ملامح واضحه للشخصيات الرئيسيه ، و تطور منطقى للشخصيات ، اصبحت القصه و كأنها كلمات على ورق ، بلا روح ، و لهذا فالشخصيه الوحيده التى كان من السهل تخيلها هى شخصيه الأب ، لأن وصفها جاء ثلاثى الابعاد ، من خلال الشكل و الحوار و التصرف ، و لكن الشخصيات الرئيسيه و خاصه الراوى جاءت بدون ملامح ، فلم اشعر لحظه واحده بأنى اعرف هذا الشخص ، أو على الاقل لم اشعر بما يشعر به فى مواقفه المختلفه ، ليس فقط بسبب تناقضات ردود افعاله ، و لكن لأن احداث القصه و تصرفات الشخصيه الرئيسيه خلالها لم تشعرنى بأنها من الممكن أن تحدث فى الواقع
و فى الاونه الاخيره لا تخلو روايه مصريه من الجنس ، فالجنس اصبح الجاذب القوى للقارىء المصرى ، و أنا شخصيا لا امانع استخدام الفاظ جنسيه او وصف مشهد جنسى ، و لكن لا اجد معنى فى الاسراف فيه ، فحتى لو موضوع الروايه عن البلوغ مثلا ، لا يجب ان تكون كل فصول الروايه وصف عن الجنس فتره البلوغ ، فهذا يقلل من قيمه القضيه المحوريه فى الروايه و يجعلها تبدو كأنه فيلم بورنو رخيص
و فى هذه الروايه جاءت بعض المشاهد الجنسيه فى مكانها الصحيح ، وخاصه فى فصل "انهار" ، و البعض الاخر لم يكن فى موضعه بتاتا ، حتى اصبحت لا استطعم الوصف الجنسى كلما قاربت إلى نهايه القصه
شرموطه ، احه ، خول ، بتاعى ، اضرب عشره ، مخصى ، سكس ، الخ الخ ، كلمات جديده تستخدم فى الادب المصرى ، و لكن إذا لم يكن هناك توحد فى الفكره و الموضوع خلال الروايه ، و سبب واضح لاستخدام الشخصيات لهذه الكلمات ، اصبحت هذه الكلمات و كأنها شتائم مبعثره و سط جمله طويله ، حتى لو كانت هذه الكلمات يستخدمها معظم شباب المدينه اليوم خلال حواراته اليوميه ، و لكنى لا اظن انها كانت تستخدم فى الفتره التى تدور فيها احداث الروايه ، و خاصه فى الريف المصرى
هناك الكثير من الافكار العميقه الفلسفيه التى يحكيها الكاتب من خلال احاسيسه فتره طفولته ، و هنا استغرب كيفيه ادراك الطفل الصغير الذى لم يبلغ الرابعه او الخامسه كل هذه التسائلات و الشكوك ، فهل من المسموح أن اشرح فى الكبر ما فكرت و شعرت به فتره طفولتى بأثر رجعى بالرغم من أن فتره الطفوله لا تسمح بالتفلسف؟
فى مشهد فيلم عادل امام "الواد محروس بتاع الوزير" عندما يعطى محروس للوزير مقوى جنسى و العاهره تنتظره على السرير ، قال محروس للوزير : مفعوله حتى مطلع الفجر ...و هذه المقول فكرتنى بالايه الكريمه فى القرآن ، و نفس الشعور احسست به فى كثير من جمل الروايه ، فبالرغم من أن الشخصيه الرئيسيه كانت تحفظ القرآن و ترتله ، فهل خدم استخدام بعض تركيبات جمل القرآن مع تغيير بسيط فى الكلمات الروايه لا اظن
الجزء الاخير فى الروايه ، و خاصه و صف الاتجاهات السياسيه عند الطلبه و وصف اليابان كان من اضعف الاجزاء ، لأن فيها مباشره شديده ، و تحولت الروايه من عمل ادبى إلى تقرير صحفى مطول
فى اجزاء كثيره هناك وصف دقيق لأشياء لن تضر بالروايه لو تركت بدون وصف ، و هناك مواقف كان يجب أن توصف بالتفصيل ، كعلاقته بانطونيا و كونستانس ، و علاقته بالدين الاسلامى ، و من أين اتى بالمال ليسافر هنا و هناك و يفعل هذا و ذاك ، و لهذا سوف يقع القارىء فى حيره شديده عندما ينتهى من قراءه الروايه و سيسأل نفسه : هو الكاتب عاوز يقول ايه بالظبط ؟
و هنا نأتى إلى اهم جزء فى الروايه من وجهه نظرى ، و هو الجزء الفلسفى ، أو البحث عن الحقيقه ، شعرت أن الكاتب يريد أن يوضح لماذا وصل إلى هذا الحال ، و فى الحقيقه لا اجد أى سبب مقنع و واضح خلال الاحداث يؤدى به إلى هذه النهايه ، إلا لو تكلمنا عن المعاناه التى عاشها خلال فتره طفولته و شبابه ، من الاصدقاء و العائله و الاشخاص المحيطين به ، و التخبط بين الحلال و الحرام ، فكأنه يقول - استغفر الله العظيم - أن الله كاللأب و انه ولده و كيف يترك الاب ولده يتعذب فى الدنيا هكذا و لا ينقذه
موضوع البحث عن الحقيقه قتلت بحثا فى كثير من الكتب و الروايات ، و موضوع الازدواجيه المصريه ، و مصر بلد غريبه ، و شوف اللى حصل فى مصر فى الفتره الاخيره ، و شوف بتطلع ناس غريبه و معقده ازاى ، و هناك روايات عده تكلمت عن الحب ، و لكن من وجهات نظر مختلفه ، أو بأساليب مبتكره ، و كل روايه جيده اكتشفت شىء جديد فى الحب ، او اضافت فكره جديده عن الحب ، أو على الاقل جعلتك تشعر بما يشعر به كاتب الروايه ، و فى " وداعا ايتها السماء " شعرت بمتعه شديده و تشويق فى القراءه ، و لكنها لم تؤثر فى ، من الممكن أن يكون هذا بسبب عدم الابتكار ، أو لأنى اعلم مسبقا بكل ما يكتبه ، فلعلها تؤثر فى شخص اخر ، لأن القراءه كالطعام ، الكل يتذوقه بطريقته
و أنا لا الوم دار ميريت على نشر روايات لكتاب جدد ، فلا استطيع ان انكر أن لدار ميريت فى الفتره الاخيره دور رئيسى فى تنشيط الحركه الثقافيه فى مصر ، و تحريك المياه الراكده بضخ فكر جديد من شباب الكتاب ، و لكن على دار ميريت مسئوليه و لو جزئيه فى اختيار ما يرتقى بالقارىء المصرى ، ادبيا و فكيرا ، و خاصه أن الشعب المصرى ليس له باع طويل فى القراءه الادبيه كبعض شعوب العالم المتقدم ، فليس كل ما هو مثير ابداع ، و ليس كل ما هو مشهور جدير بالقراءه ، و ليس كل ما هو مختلف ثقافه