31/12/2019 (part I )
انا لسه راجع من بره و كنت لازم اكتب عن الخبر ده بالرغم من إن كل المدونين لأول مره باجماع كاتبين فى نفس الموضوع ده برضك...بس بصراحه يعنى ده الموضوع اللى كان نفسى اوى اوى اوى اكتبه من زمان
بافتح التلفزيون النهارده الساعه اتناشر لقيت المذيعه طالعالى لابسه ابيض فى بامبى و عامله قصه شعر جديده و وراها الديكور ماليان الوان احمر فى اصفر و زينه عيد الميلاد و انوار بتنور زى بتوع الافراح مع اننا فى عز الضهر... و بصت باندهاش للكاميرا اكنها مش مصدقه اللى حاتقوله و راحت متوكله على الله و قالت الشهاده بصوت واطى بس طلع فى الميكروفون و راحت قايله : توفى إلى رحمه الله ...و لما قالت الاسم كان قلبى حايقف و دموع الفرح حاتنزل بس جريت الحمام الاول و جبت اير باضز انضف بيهم ودانى و قعدت ادام المذيعه مبحلل و قلت لها ممكن تعيدى تانى ...راحت بصالى و قايله : و بهذه الوفاه يكون قد دخل موسوعه الارقام القياسيه كأكبر معمر مصرى فى التاريخ...برضك ما صدقتش اسم المتوفى و إن المتوفى ده مات فعلا...لدرجه انى خايف اقول اسمه هنا لاحسن يحصل اللى حصل لغيرى و يطلع صاحى...بس اللى فاكره هوه إن حصل تايم فريز للاوضه و ليه زى فى ذا ماتريكس و أنا بانط من على الكرسى و باطير فى الهوا و انا رافع ايديه اللى كادت تلمس السقف و فاتح بقى على الاخر و قافل عينيه اللى بتنقط دمعه فرح و باصرخ باعلى صوت ياهووو مش مصدقووو
مافيش...لبست بسرعه و نزلت الشارع و لقيت منظر رهيب...اعداد غفيره من الناس لابسه لبس العيد اللى فات و العيال سابت مدارسها و ماسكه زمامير وبمب و بالالين و الستات ماسكه حلل و عماله تطبل عليها و الزغاريت شغاله على الاخر و الجامعات و الكليات ما بقاش فيهم و الا طالب أو طالبه...كلمت فى السريع محمد و فيومى على الموبايل...و مافيش دقيقتين لقيتهم جايين مع العيال و مراتتهم جايبين اعلام مصر بتاعت ايام كأس العالم و لابسين الطرابيش اللى برضو عليها اعلام مصر...اول ما جم قلت لفيومى اقرصنى...قرصنى و طلع مش حلم...طلع حقيقه...قال لى اقرصنى انا كمان...قرصته...بعدها وزع على كل واحد جنبه فى الشارع عشره جنيه و قعد يرقص زى الرقاصه على اغنيه المرحومه دالا... و ابنه مش فاهم ابوه بيتصرف كده ليه... و لفينا الشوارع بالعربيه نزمر و نهيص...و الدنيا كلها كانت واقفه و الشوارع كلها واقفه و مافيش مكان لرجل نمله...الشعب كله يا جدعان نزل يزمر بالعربيات و التاكسيات و الميكروباصات و النقل العام كمان...فعلا منظر غريب جدا...ما صدقتش إن الناس تعمل كده لما واحد انسان يموت...معقول...اول مره فى الانسانيه الناس تعمل فرح بدل عزاء لما واحد يتوفى...ده لو ناس اجانب جم من بره حاتقول ده الشعب ده اكيد اتجنن و جاله هلوسه...بس انا لازم اقول ايه الابتكار ده يا جماعه...ايه الحلاوه دى يا شعب...قمه فى الاحتفال...اكن الشعب ده اول مره يفرح بجد فى حياته...و انتم عاملتم ايه يا ترى...اه...والنهارده طبعا زى ما كلكم عارفين اتقلب تلقائيا اجازه...كله ساب مشاغله...كله ساب مكاتبه...اليوم ده عيد...و لازم يتحول إلى عيد قومى لمصر...ايوه...لن انسى ابدا يوم 31 ديسمبر...يوم ليله رأس السنه...ده جه فى توقيت جامد فحت...اخيرا حاقدر اطلع اللى جوايه...اجمل و سيظل اجمل يوم فى تاريخ الجمهوريه...جمال ما بعده جمال...يا جمالك يا جمال...و فجأه
...