EgypToz: August 2012

Wednesday, August 29, 2012

Chameleon's Rhapsody



عارف لما تكتشف فجأه إن قصه حياتك بقت ميلودراما سخيفه ممكن تتحكى فى روايه تتحول بعد كده لفيلم اسخف...وقتها لازم تقول ستوب و تراجع نفسك...ده اللى انا عملته بالظبط من اسبوعين...قعدت فى الوييك اند على السرير فى الاوضه لوحدى ابحلق فى السقف الابيض و ما بعملش حاجه غير افكر وابكى

اخطاء كتيره عملتها فى حياتى...من اهمها انى ما كنتش صادق مع نفسى...ممكن بسبب الحاله الكارثيه اللى كانت بتعيشها مصر وقتها...أو بسبب البيئه الاجتماعيه الشاذه اللى اتربيت فيها...أو بسبب كونى نفسى انسان يبحث عن يوتوبيا الحياه...بمعنى انا عندى حياه واحده بس...يبقى لازم اعيشها ميه فى الميه صح...و لم اعلم إن لا يمكن ان اكسب كل شىء فى هذه الحياه القصيره...الاهل و الاصدقاء...الرب و الآخره...المهنه و الصحه...الخ الخ

اكبر مشكله هى إنى عايش اكتر من حياه سريه و علنيه و ده ارهقنى جدا...و اظن السبب هو اسلوب التربيه... كانوا بيلومونى بشده إذا لم احصل على درجه امتياز فى اى ماده من مواد المدرسه...لازم ابقى شاطر فى الرياضيات و اللغات و الالعاب و الرسم و الموسيقى وكل شىء...و لازم ابقى متدين و مهذب و متربى و شكلى حلو...و لازم ابقى احسن واحد فى الفصل و عندى صحاب كتير و محبب من كل المدرسين...و كل سنه لما اكبر حبه و اكتشف انى ضعيف فى شىء أو ارتكبت خطأ فى شىء أو لا اجيد شىء...احاول بكل الطرق انى اخفيها من الاهل و المجتمع كله

و فى فتره المراهقه بدأت فى تكوين شخصيات مختلفه من شخصيه واحده...يعنى كنت الانسان المثالى الملتزم الصبح فى المدرسه...و الانسان الباد بالليل لما اجتمع مع اصدقاء السوء اللى بيشربوا و يدخنوا بانجو و يتفرجوا على افلام السكس...و لما كبرت اكتر و حشرت نفسى فى السياسه و بدأت انقد ديكتاتوريه مبارك و اشتم فيها...دخلت نفسى فى شخصيه الثورجى اللى ما يهموش حد فى البلد دى حتى حسنى مبارك نفسه...بس بسبب الخوف و التزماتى تجاه اهلى و مجتمعى اخفيت نفسى ورا اسم ولد شاب و كومبيوتر و بلوج ايجيبت طظ...و الموضوع اتعقد اكتر لما كنت مش عاوز ادرس علوم و الضغط الفظيع من العيله انى ابقى استاذ جامعه كبير زى الوالد و بدايه ممارستى للموسيقى فى السر و عمل باند سرى و العمل مع شركه انتاج فى امريكا و اصدار الالبوم و الدعايه و السايت...كان لازم اخفى نفسى ورا اسم تانى...و لما كنت فى فتره من الفترات ملتزم جدا دينيا و ليه الاصدقاء الملتزمين و باشتغل فى الجامع اعلم الاطفال تحت اشراف القائد اللى اكتشفت بعد فتره انهم كلهم من جماعه الاخوان المسلمين المحظوره وقتها و كنت على وشك دخول السجن...كنت لازم اخفى هذا الجزء من حياتى عن الاهل و الاصدقاء اللى كانوا ضد اتجاهى مع هذا التيار حين ذاك...و اخفى الكثير عن نفسى امام هذه الجماعه المتشدده...و بدأ تعدد الشخصيات يكتر و يكبر مع تعدد الاهتمامات و الاختيارات و الاتجاهات...و فى هذه الدوامه فقدت نفسى...فقدت الانسان اللى هوه انا...ما باقيتش عارف أنا مين...أنا فقط انسان يتلون فى محاوله لكسب كل شىء فى الحياه...بصراحه انا كداب...ايوه انسان كدب على نفسه قبل ما يكدب على المجتمع...ربنا هو الوحيد اللى عارف كل الشخصيات و المشاكل اللى لازم يتحملها هذا الشخص...يا رب تسامحنى
 و هنا أتى  للجزء الاخير من حياتى اللى اصبح الكابوس المدمر...جهات تعلم انى هربت من مصر إلى يوروبيا من اجل العلم...و جهات اخرى تعلم انى هربت من مصر من اجل البحث عن حياه كريمه بعيده عن الاستبداد و الظلم و القهر ايام مبارك...و لكن الهدف الحقيقى لا يعلمه إلا القليل

إذا كان ابى مازال يحلم إنى اصبح استاذ جامعى كبير...و إذا كانت امى تحلم إنى افوز بجائزه نوبل فى العلوم...و الاتنين عاوزين حياه الابن البيرفكت...فانا كان حلمى إنى ادخل الجنه

بعد ان اصبحت فى منتصف العمر...و لم اجد الانسانه اللى تعيش معى بقيه العمر...بعد مغامرات ( مثلا هنا و هنا و هنا و هنا و هنا و هنا الخ الخ ) و احداث كثيره فى مسلسل البحث عن عروسه...اصبح ضغط الاهل شديد و لا يحتمل من اجل إنى انزل مصر علشان اتجوز...و خاصه إنى الولد الوحيد...و العمر بيجرى...و عاوزين نفرح بيك...و فين الحفيد...و انت مستقبلك بقى يوروبى يابنى...و ميت بت تتمناك الخ الخ الخ...صداع ابدى لا ينتهى

لو فانتازينا مع بعضينا للحظات...هل كانت تظن امى و يظن ابى انى حاقعد فى يوروبيا الضبابيه لمده تلات سنين...اشتغل بحماس فى الابحاث العلميه الصبح و بالليل اقعد قدام افلام البورنو افك برايز...كنت بانزل كل اجازه الف على عرايس و اتكلم مع بنات بس ما ينفعش فى اسبوعين تلاته الاقى واحده...هل كان يظن ابى انه لما يقول لى انت ولا تبقى ابنى و الا اعرفك لو اتجوزتلى واحده مستعمله من يوروبيا تلهف كل فلوسى و املاكى...انت ولا حاتورث منى نكله و حاوزع الفلوس بتاعتى على الغلابه و الجمعيات الخيريه...يعنى من الاخر...لو اتجوزت ما تكلمناش انا و امك لغايه لما نموت...انسى انك ليك اهل خالص...و طبعا امى لازم تقول الكلمتين بتوعها...احنا ماربناكش على كده يابنى...و اكيد انت مش حاتعمل حاجه تغضب ربنا...و إلا الزنا...و الشيوخ اللى فى كل كورنار دب دب عمالين شغالين صوم صوم صوم يابنى...حاصوم من البلوغ إلى الخمسين يا شيخ...و ناسيين إن الموضوع مش علاقه جنسيه و السلام...و لكن سكن و موده و رحمه...بدل ما انا قاعد اكل لوحدى على الترابيزه كل يوم و افضل امشى فى البيت سنين من غير ما افتح بقى...سكوووون مميت...الاقى حد اكلمه...احكيله عن همومى...يبقى هدف اشتغل علشانه...يشجعنى على الاستمرار فى الحياه...و يعطى لى امل فى بكره

كل ده فانتازيا...اهل مصممين و بكل قوه إنى انزل مصر و اقطع ابحاثى العلميه هنا فى يوروبيا و اقعد فى مصر فتره لغايه اما الاقى بنت الحلال و اتجوزها و اخودها معايه بلاد الفرنجه...الوالد بتاعى يوتوبى للآخر...انت يا بنى تنزل مصر...تقابل عشر و الا عشرين بت امك حاتجيبهملك...تركز على احسن تلاته...الموضوع مش حاياخدله شهر...و اللى تعجبك تركز معاها بس...و لو هيه موافقه عليك ممكن نقرا الفاتحه و بعدها الخطوبه...ترجع يوروبيا تانى لشغلك...تتكلموا على سكايب...ترجع تانى فى الصيف السنه الجايه و تتجوزوا...و بس

ماذا افعل إذا كنت وجدت الانسانه اللى انا عاوز اعيش معاها العمر كله...الإنسانه اللى انا حاكيتلها عن كل حيوان شخصياتى المتعدده...الإنسانه اللى انا افرغت فيها كل مشاعرى و حبى و احاسيسى...لا اتخيل انى اعطى هذه المشاعر لشخص آخر...و اعيش احلى ايام حياتى مع انسانه تانيه...هل ارجع مصر لكى امثل تمثيليه...اخلق شخصيه جديده و كذبه تضاف إلى حياتى المزيفه...ام اصارح الاهل بالحقيقه علما بانى سوف اخسر كل شىء من اجل الحب

و ماذا اذ كانت فى هذه القصه تويستايه

إذا فى النهايه لم اكسب شىء فى الحياه الدنيا...أنا لى رب و حياه الآخره