EgypToz: August 2010

Saturday, August 21, 2010

يومين فى كايرو


 يومين فى القاهرة و مش قادر استحمل دقيقة واحده فى المدينة العشوائيه دى...و بصراحه ما كنتش حاطت امل كبير يعنى... لما ارجع اجازه اسبوعين تلاته لمصر بعد ما عيشت اكتر من سنه فى اوروبا...عاوز ارجع اقول ايه...مصر حلوه...مصر كميله كماله...مصر عسل ابيض زى السكر

من الاول و انا عامل حسابى انى انزل هوس و الا انتقد و الا اولول و الا الطم على حال البلد...انزل للمهمه المستحيله و ارجع هوس لاوروبا تانى...ما هو اصل كلامى مش حايغير فى حاجه...و الا ايه

 يوم الجمعه بالليل...ماما و بابا و اخويه كانوا مستنيين فى المطار...اول لما شافونى فرحوا و حضنونى و باسونى...و بس...هوه ده كان اول و  اخر حب حاسيته منهم

و انا راجع البيت الشوارع زى ما هيه...نورها ضعيف...عربيات عماله تبيب بيب...عيال بتنط ادام العربيه و هى بتعدى و بتقول ما تدسونى...شحاتين واقفين متربصين اول ما الاشاره تبقى حمرا يلزقوا فى ازاز العربيه منبى يا بيه...زهور اوروبا الجميلة

المهم وصلت البيت فى امان الله...العماره قذره زى ما هيه بس حاطوا اشجار بلاستيك زينه بواءت منظر المدخل...الاتنين البوابين جريوا على العربيه و قالوا افتحوا ضهر العربيه علشان نطلع الشنط لقوا ما فيش شنط...كنت جاى بشنطه هاند باك واحده بس شايلها فى ايدي...دخلت اوضتى بسم الله ما شاء الله...اكوام تراب فوق تراب...جبال من الاتربه اوح اوح كح كح هاتشو...ياااه...الكتب جنب بعضها زى ما سبتها...شرايط الكاسيت...اسطوانات الدى فى دى...هدومى عفنت تمام...الحيطه مخرمه كلها و فيها بواقى لزق من البوسترات اللى كانت زمان متعلقه...الساعه ما بتمشيش...و النور بينور خفيف...و الدنيا حر موت...ناس اوروبا المحترمين

ايه الحر ده...40...عمال اعرق و اعرق و اعرق...و تراب و عفره و عرق ...و عرق و عرق

يوم السبت اهلى كانوا عازمين العيله كلها على شرف قدومى من اوغوبا...و الطباخه بقه شغاله عماله تعك...جم الناس و سلموا عليه اكنهم لسه شايفينى من اسبوعين...نسيوا انى كنت اكتر من سنه متغرب فى الخارج...و دخلوا على البوفيه هم هم هم...و الكل يرفع شعار "اصل انا كنت صايم"...يا راجل...ما كانش ليه نفس اكل...للدرجه دى الاكل اهم منى...سبتهم ياكلوا و دخلت اصلى المغرب...بعد ما خلصوا اكل مااعرفش بدئوا يتلخموا ببعضيهم...العيال بقه عماله تجرى فى الشقه...و البيبى عمال يواء واء...و مرات خالى عماله ترضع...و جوز خالتى باطنه بتوجعه و قرفان من جسمه علشان بقاله فتره ما استحماش علشان هوه ساكن فى فيلله فى التجمع الخامس و يا حرام ماسوره الميه الرئيسيه اتكسرت و الميه مقطوعه بقالها ايام...تيته عماله تلعب بالحفيد الجديد...بابا ملخوم بتحضير الحلويات...و ماما بتعمل نفسها انها بتعمل حاجه مهمه...و خالو الوحيد اللى ابتدى يسألنى عن احوالى هناك فى اوروبا كانت عامله ازاى...اتبسط جدا و ابتديت احكيله و اجاوبه على كل سؤال...ما فيش بعد خمس دقايق قاموا يصلوا المغرب جماعه...بعدها قعدوا يعرقوا على نفسيهم و يقولوا فين يا عمونا التكيف...ازاى ما عندكوا تكيف...تق تق تق...امبوظى بيللى...الاوضه الوحيده اللى فى الشقه اللى فيها تكيف هى اوضتى...و طبعا اوضتى تراب بالهابوللى...دخلت اوضتى...و حشرت فى السريع هدومى و حاجاتى اللى مترميه على الارض فى الدولاب...و جبت اباجوره من الصاله علشان النور واطى حقير...و الناس ابتدت تهجم على اوضتى...و ابتديت اجيب كراسى من الصالون و احشر فى الاوضه...و الناس عماله تحشر نفسها فى الاوضه اللى اتملت على الاخر...و التكيف اللى نص حصان بقى ربع...و العرق اختلط بالتراب بالكلام بالسكر بتاع حلويات لو كارنفال اللى البسبوسه فيه بمتين جنيه مش عارف ليه...و العيل ماسك طبق الايس كريم معووج و عمال ينقط على السجاده و بيعيط...و انا بعيط معاه على السجاده...جو اوروبا البديع

زهقوا و عاوزين يتسلوا بحاجه…التلفزيون فى اوضه الوالده و ماينفعش نشيل الناس للتلفزيون أو نشيل التلفزيون للناس…رحت جايب اللاب توب بتاعى علشان افرجهم على التالافازيون…شافوا الاب توب قالوا لى طب ورينا بقى صور اوروبا…طبعا الصور محطوته فى اللاب توب سداح مداح…صور بنات على صور حاجات لا تناسب رمضان و صور للكبار فقط و الاطفال و الرضع فى الاوضه…كذبت و قولت له اصل الصور فى الهارد ديسك و لازم لسه اطلعهم و افرمتهم فى الاب توب و ده حاياخد وقت…أى كلام فى الهالوكش و الخباثه هو حد فاهم حاجه فى التكنولوبيا…دول فلاحين كامبايوطر ياض…المهم فتحتلهم قناه القاهره و الناس على النت و فوازير مريام العسوله و عرفت الهيهم من الحر و الطين اللى هو نتاج عرقهم مع تراب الاوضه...بنات اوروبا المزز

و بعد فتره وجيزه الناس زهقت و طلعت من هدومها…اللى نام بعد الاكل من التخمه على سريرى المترب…و اللى بربر…و اللى راح يتسير…و هوب كله عاوز يروح…يلا مع السلامه فى ستين داهيه تخدكم…قال اهل قال…انا ماليش اهل خلاص

يوم الحد نزلت الشارع الضهر رايح اشترى حاجه من مول الكمبيوتر…مالاقيتش رصيف…الرصيف و الشارع و مدخل العمارات حاجه واحده…قذاره ماليه الشوارع…ناس معفنه بشباشب مستوليه على المنطقه…و الفاظ تخدش الحياء...و الستات بقت بتقول احه عادى...و العربيات عاوزه تخبطنى…و الميكروباصات  متهوره و السواقين متسحرين على قله…البلد زى ما هيه...سداح مداح...عك مزدوج...تقدمت بس قليلا للخلف...ما فى شىء اتغير يا ولدى...الناس بس بقت مبرشمه...و جلها خرس ليلى...يمكن علشان الصيام...بس لاحظت إن القروش النص و الجنيه زادوا اوى و مش لاقى مكان احطهم فيه فى جيوبى…و البيبسى الكانز بقت باتنين جنيه و نص بدل جنيه خمسه و سبعين…و التاكسيات البيضه فى حرب شرسه مع التاكسيات السوده...و لما روحت الجيم لقيت الشباب الفل لسه زى ما هوه قاعد يقول آه آه آه بقاله سنه على امل يطلعله عضلات ...و الجو مازال حر يقرف…و التكيف باظ من الحر…و الميه نازله من الحنفيه مغليه و بتقطع…رجعت البيت قبل الفطار و هيا بنا نأكل بواقى العزومه بتاعت امبارح...طبيعه اوروبا الخلابه

كلمت صاحبى انزل معاه بالليل لقيت بتوع الحى قطعوا النور على المنطقه…و الناس بتصلى التراويح فى سرها بعد ما فطرت فى الضلمه…قولت له ودينى حته نضيفه يا قدوره…قال لى بس لازم تكون فيها شيشه… ودانى رستوران وسخ قال عاوز 30 جنيه مينيمام شارج…شارج فى عينك…قولت له لأ ودينى حته تانيه…زهقته فى عيشته من كتر الحتت المعفنه اللى رفضتها…قولت له بص ودينى ماك اشترى ساندويتشات و اتسحر بيهم فى المكان اللى انت عاوزه…راح مودينى فى غرزه ورا جامع  ملتقى بلطجيه المانتيآه...لقيته فتح ضهر العربيه و طلع خرطوم عامل زى خرطوم الجنينه…قال ايه علشات يشيش على نضيف…قال لى اصل مامى مش عاوزانى اجيب شيشه فى البيت…مانعه دخول الشيشه تماما…ربنا يهديها...بيوت اوروبا العريقه

يوم الاتنين كنا معزومين عند عمتى…برضو يعنى علشان الواد جه من الخارج…بس الصبح الاول قابلت ميكو فى النادى...بقاله سنه خاطب و مش عارف يتجوز...قعد يحكيلى عن اجتهاده و تضحياته علشان الجوازه تتم و مشاكل الشقه و العفش و الشغل بعد ما اتخرج... صعب عليه...بعدها روحت مع اهلى على فطار عمتى…قعدنا على السفره…الراجل ادن…ابتديت اشرب الشربه لقيت بنت عمتى بتصرخ آه حاولد…اصل هى حامل و الواد حبك وقت الفطار ينزل يفطر معانا…جوزها الفنان اللى كان قاعد جنبى كان حايخلف هو كمان…اصل ده اول مولود ليه… راح واقف و مصرخ "بينا على دار الفؤاد"…يا بابا احنا فى المعادى…دار الفؤاد فى اخر الدنيا…اصل الدكتور اللى بتتابع عنده التيم بتاعه اللى بيرتاح معاه فى دار الفؤاد…يا حبيبى انت عارف الصويت هناك…قصدى السويت هناك بكام…ما يهمش…البيبى حاينزل…هيا بنا إلى دار الفؤاد…أنا امى ضربت فى دماغها انها تقعد و تاكل و تحلى كمان…ابويه راح مع البنيه و امها و جوزها على دار الفؤاد…و حظهم الجنان الطريق اخد ساعتين علشان كان فى حادثه على الدائرى...جوز عمتى و بناته الاتنين كان لازم يقعدوا مادام امى خللت فى المكان…و انا البساط انسحب من تحتى…عزومه ما تمت...نو كومنت...طعام اوروبا اللذيذ

كلمت صحابى اللى بقالى كتير ما شوفتهمش…هاى ازيك فينك يا بنى مختفى ليه…لأ مش حاقدر انزل اصل عندى مش عارف ايه النهارده و مش عارف ايه بكره و معظوم بعده الخ الخ الخ…بس ابقى خالينا نشوفك…هاى ازيك يا باشا عاش من شافك…ممكن يبقى عندى معاد فاضى اخر الاسبوع…صاحبك ده خارج نطاق الخدمه…صاحبك ده غير موجود حاليا…صاحبك ده متابع جميع مسلسلات رمضان و الاعاده...و زعلت لما عرفت إن صاحبى الانتيم ايه واى فى ابوظبى...بس روحت قاعد فى البيت ادام التلفزيون اقلب فى القنوات مش عارف اتفرج على حاجه…كله زى بعضه…مالهوش طعم…و انا ماليش نفس…جالى اكتئاب…ارجع لاوروبا بتاعتك يا عم و ابقى  خاليها تنفعك

صدمه ما بعدها صدمه… حاسيت اد ايه انا مش مهم فى الدنيا… فى اسرتى…بين اصدقائى… فى الحياه كلها…انا فعلا كئيب...الناس ملخومه فى نفسها…فى الحياه الصعبه فى مصرنا…الناس مش شايفه غير نفسها…الناس بقت انانيه…و انا كمان انانى…أو يمكن كنت شايف نفسى زياده حبتين…بس بجد…هو أنا غلطان لما اكون بحلم باستقبال حافل من الاهل و الاصدقاء…مش حافل يعنى بس اهتمام و لو بسيط عن احوال ولد متنيل شاب اعد طفح و اتغرب و اشتغل فى الخارج…ايوه انا غلطان…عمر ما جه يوم فى السنه اللى كنت فيها فى اوروبا و اتنرفزت...أو اتعصبت...أو ضغط دمى على...بقالى سنه ما عيطش...بس من اول ما جيت و كل يوم زعيق و خناق مع الوالد و الوالده...و ايه و احنا فى رمضان و ايام مفترجه...و امى فى لحظه غضب قالت لى يا رب تغور فى اوروبا و مترجعش ابدا ابدا ابدا...قالتها تلات مرات...حسيت انى حاموت فى الغربه...و يعنى لو مت حد حايهتم...و حاسيت إنى ضيعت وقتى و اجازتى على فشوش و حرقه الدم...يعنى اضرب نفسى ميت جزمه لو جيت مصر تانى…طب قول لى حاجه واحده حلوه فى مصر...ما كنتش فاكر ايجبت طظ حايبقى اسم على مسمى… صحيح… ويلكم واد باك و سهلا فى هوم كايرو

Tuesday, August 10, 2010

يومين فى ستراسبورج

كنت زهقان جت فى دماغى فكره مجنونه…ليه ما اروحش فرنسا فى الويك اند…لما قولت لـ مم لو تحب تيجى معايه كانت حاتموت من الفرحه…بصينا فى خريطه جوجل و قولنا ننقى أى مكان كده بالحظ و طلعت مدينه ستراسبورج…سمعنا انها مدينه البندقيه للفرنسيين…قولنا نروح يوم السبت الصبح و نرجع الاحد…دورنا على هوتيل رخيص…كلمنا الهوتيل و قولنا للوران فى الريسبشن اننا حانيجى الصبح…قالنا اوكيه...الأقباط استقبلوا البابا بـ الزغاريد

اتقابلنا الساعه سبعه الصبح…شربنا كافيه عند محطه البنزين…انطلقنا بالسياره إلى الطريق العالمى السريع…و لقيت مم بتقوللى الوقتى اقدر اسوق على راحتى…قولتلها بس خدى باليك من الرادار…ضحكت و قالت لى الطريق العالمى ما فيهوش حدود للسرعه يا بابا…قولتلها يا لهوى…قالت لى مش انتم بتؤمنوا بربنا...توكل على الله…قولتلها ماشى ياختى...و انطلقت مم بعربيتها السات 190 كيلو فى الساعه...كنت حاعمل على نفسى...فضلت تحكيلى عن كذا و كذا و احنا طايرين على الطريق السريع بس ايه...انا و الا هنا...و شغلتلى مزيكتها المحببه ستارفور...و غنت لاه لاه لاه...و انا قريت القرآن فى سرى و قولت هى دى اخرتك يا واد
ما فيش بعد ساعتين لقيت نفسى ادام حدود دوله فرنسا...قولت بقه حلاقى عساكر و رشاشات و عربات و حايمسكونى و يفتشونى و يلاقوا انى مصرى و يرحلوك يا واد على بولاق الدكرور...بس لقيت المفاجأه...هوس ما فيش حد...يافطه مكتوب عليها اهلا بك فى فرنسا و لقينا اليفط بعد كده قلبت فرنساوى...معقول يا جماعه...لأ ستوب...دى لاحظه تاريخيه...لازم تتصور...معقول اعدى كده بين بلدين من غير ما حد يسألنى انت مين و جى هنا تعمل ايه...حاسيت انى عصفوره بتطير...حر طليق زى ما ربنا خلقنى...خلق الأرض واسعه نهاجر من مكان لمكان...بس العصر الجديد عمل حدود و قوانين مش عارف ليه و لو أنا من اليمن انسى يا عمرو...ده أنا من مصر...مفاجآت جديده فى قضيه المذيع بالتلفزيون قاتل زوجته
حاولنا نلاقى الفندق بس استحاله...ما نعرف فرنش يا ولدى...نسأل الفرنسويين فى الشارع بالانجليش يردوا بالفرنش...طب ليه الغلط ده...بس هنا جاء اختراع الجى بى اس...المرتبط بالاقمار الصناعيه...تطور يا جدعان...تكنولوبيا...كتبنا اسم الفندق...و جهاز الجى بى اس نطق...امشى عالطول لمسافه 100 متر...احود يمين...خش شمال...اقف...لف يو ترن...يمين شمال لغايه ما لقينا نفسنا قدام الفندق
كانت الساعه تسعه و ربع...روحنا الريسبشن...فينك يا لورين...أنا اهو...يو سبيك انجليش...ياس...جوود...كلمناك امبارح إن احنا جايين النهارده...ايوه ايوه...اسمك ايه...اسمى مم...اوضه اتناشر...بس تعالوا على الساعه واحده الظهر لما الناس اللى فى الاوضه تطلع و بعدين تتنضف...قولناله اوكيه...شيكابالا لن يكون فى تشكيله المنتخب و جدو يقدم ببلاغ ضد الزمالك
قولنا نروح بقى نتجول فى ستراسبورج على رجلينا...كان السبت الصبح...الشوارع فاضيه...و العصافير بتزقزق...روحنا وسط البلد...و اتفرجنا على الشعب الفرنسى يوم السبت الصبح...اكنى فى فيلم كلاسيكى فرنسى...المخبز فتح...ريحه المخبوزات الفرنسيه شدتنى أنا و مم...روحنا و اشترينا عيش باجيت...واه على الطعم...يتاكل بجد حاف...و فضلنا ناكل فى الباجيت و احنا بنتمشى فى حوارى ستراسبورج...لا تقارن بأى حال من الأحوال بحوارى بولاق...مدام جاكوه فى محل تقليم الاظافر...و مدام سيدال عند الكوافير...و ميسيو بوجون يشرب قهوه الصباح المعتاده و يقرأ صحيفه لو موند... و بيلوش لابسه ككل يوم اغلى و ارقى الفساتين الباريسيه...مازالت تعتقد انها بعد سن الستين مرغوبه من رجال جراند ريو... اكنى فى روايه من روايات القرن التسعتاشر...عماد الكبير يثير الشغب فى بولاق الدكرور
المهم روحنا لكاتدراليه ستراسبورج... انبهرنا بجمال المعمار...و قدسيه المكان...و مشينا فى الطرقات الضيقه...و لاحظت إن كل بيت معمول باتقان...مبنى باخلاص و حب...كل صغيره و كبيره فيه بيشع ابداع...و ضوء الشمس و الظل يعطى للمكان جو من العراقه و الدفىء الاصيل...الانهار الصغيره تمر من كل جانب...و الكبارى تذكرنى فعلا بالبندقية... ضبط 2575 كيلو لحوم بالقاهرة غير صالحة للاستهلك الآدمى
قولنا نرجع الفندق و نبقى نيجى نكمل جولتنا بعد الضهر...روحنا للورين...ادلنا مفتاح اوضه اتناشر...طب اسأل احنا مين...جيين منين...طب شوف بطايقنا...و الا حاجه...غريبه جدا...بساطه بلا حدود...طلعنا الاوضه...استريحنا شويه و بعدين نزلنا و اشترينا تذكره لشخصين لمده يوم نقدر نستخدم بيها الترام و الاوتوبيس...نبيه الوحش يتصدى للفساد

لفينا ستراسبورج كلها...الترام عامل زى مركبه فضاء...متعه الركوب فيه فعلا...و احنا ماشيين فجأه لقينا واحده ماشيه جنبنا بتقول أنا شايفه نار طالعه من باب البيت ده...مم بصت و لقت البيت فعلا مولع من جوه...قولت لـ مم و احنا مالنا خلينا نكمل مشى... الست طلبت المطافى...و مافيش دقيقتين و لقيت المطافى و الاسعاف و البوليس الفرنسى محوط البيت و المنطقه...هو احنا بنصور فيلم هنا و الا ايه...واحده واحده عليه...الحريقه مسكت فى البيت كله...بس المطافى سيطرت على الموقف بسرعه و فينيه... مرتضى منصور لن يسامح شوبير ابدا
مم كانت عاوزه تعمل شوبنج...فعلا اللبس من فرنسا حاجه تانيه...احدث و ارقى الموديلات...و باغلى الاسعار...مم اشترت جزمه...مبروك عليكى...تريه شيك
و احنا بنتمشى لقينا صحن فضائى عملاق...ما كنتش فاهم ايه ده بالظبط...روحنا لقينا عباره عن مبنى تاريخى كبير محوط بصحن زجاجى جبار و كل ده عباره عن محطه القطر...واو...خرافه...المرشد العام للإخوان يهنىء أيمن نور برئاسة الغد
و بعدين روحنا للميدان العام...كانت الناس بتتفرج و بتستمع لموسيقى بعض الشباب بيضرب على الطبول...الجو روعه...الشمس مشرقه...الناس مستمتعه بالحياه...مسالمه و الهدوء فى كل مكان...الاطفال تلعب...والطيور تغنى...واحنا بناكل الغدا فى الريستوران...ممممم...لذيذ...مصرع و اصابه 23 على الطريق الدائرى
بعدها روحنا السوبر ماركت نشترى شويه اكل و شرب علشان بالليل و بكره...و استريحنا فى الفندق و نزلنا تانى بالليل علشان نتفرج على عرض الصوت و الضوء فى الكاتدراليه الستراسبورجيه
علشان نلاقى الاوتوبيس الصح روحت اسأل واحده كانت مستنيه برضو الاوتوبيس...قالتلى انت مغربى...قولتلها لأ مصرى...قالتلى لأ يا شيخ أنا برضك مصريه...برضك...و ستراسبورج...ياى بيئه طحن...و فضلنا ندردش عن مصر و هى بتعمل ايه و أنا باعمل ايه لغايه ما ركبنا الاوتوبيس و عرفت ازحلقها...ازمه قمح قبل رمضان
عرض الصوت و الضوء كان روعه...تجربه لا توصف...و ستراسبورج بالليل مدينه غايه فى الجمال...رجعنا منتصف الليل مش قادرين نشيل رجلينا و نمت فى السرير زى القتيل...اتفرجنا شويه على التلفزيون الفرنسى و اكلنا شويه مكسران و حلويات و ما حاسيناش بنفسنا إلا و احنا بنصحى الصبح من النوم على صوت اجراس الكنائس
نزلنا نروح نفطر فى كافيه دى فينسنسز...كوراسون فرنسى اصيل بالشيكولاته و كابوتشينو فى موقع رائع...و بعدين روحنا مهرجان الرقص الشعبى...و لقيت راقصه جايالى و بتسألنى لو احب ارقص قولت لها...نو مرسى بوكوه...و بعدين اتمشينا شويه فى المدينه و لاحظت إن فى كل ركن فى ورود...ازهار من كل لون و نوع...ايه ده...لوحه فنيه
و بعدين زرنا المحكمه الاوروبيه لحقوق الانسان...و رجعنا الهوتيل لمينا حاجتنا و ادينا المفتاح للورين و دفعنا فلوس الليله و ركبنا العربيه و مشينا من فرنسا
و احنا فى الطريق السريع لقينا رساله راديوهيه اوتوماتيكيه طلعت فجأه بتحذرنا إن الطريق بعد 40 كيلو متر فيه زحمه مروريه و واقف لمسافه 20 كيلو متر... مم قررت تروح من طريق تانى بين قرى ريفيه و مزارع...و لقيتها بتسوق فى حتت تاته تاته...قولت لها كتر خيرك...ربنا هداكى و بطلتى رعونه الشباب و بقيتى بتسوقى بسرعه 30...ضحكت هاهاها...و شاورتلى على يافطه مرسومه عليها ضفدعه...قال ايه لازم نمشى بالسرعه دى علشان فيه ضفادع بتعدى ساعات الطريق بين المزارع...و قال ايه علشان ما ندوسهاش يا حرام...و الله عال
من زمان و أنا باشتكى من إنى مريض بالبيرن اوت سيندروم...اليوم فى الشغل بيجرى زى الهوا...و كل يوم عامل زى التانى...و أنا فى التوهان...سنه قضيتها فى اوروبا عاملين زى شويه ساعات...بس رحله ستراسبورج ورتنى ازاى إن الواحد ممكن يتحكم فى الوقت و مضمونه...مش هوه الى يتحكم فيه...و إن جزء من الاستمتاع بالحياه هو اكتشاف اماكن و ثقافات و ناس جديده على كوكب الارض...اتعلمت فى يومين حاجات لو قعدت فى مصر قرن مش حاتعلمه...مش القعده جنب الحيط و اقول كفايه عليه شارع ناهيا...فاليومين دول كانوا من اجمل ايام حياتى...يومين باحساس سنه...السبكى اكد بدأ تامر حسنى تصوير عمر و سلمى 3 بعد العيد مباشره